وقال ملا حويش :
تفسير سورة الذاريات
عدد ١٧ - ٦٧ - ٥١
نزلت بمكة بعد سورة الأحقاف وهي ستون آية، وثلاثمئة وستون كلمة، وألف ومئتان وتسعة وثلاثون حرفا، لا يوجد سورة مبدوءة بما بدئت به ولا مثلها في عدد الآي.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى :"وَالذَّارِياتِ ذَرْواً" ١ الرياح التي تذر التراب وغيره فتفرقة وتبدده تشبيها بتذرية الهشيم لاجتماع التفرق في كل "فَالْحامِلاتِ وِقْراً" ٢ السحب التي تحمل المياه حملا ثقيلا "فَالْجارِياتِ يُسْراً"
٣ الفلك التي تجريها الرياح على الماء بسهولة وتؤده، كما يشعر به قوله يسرا، ويراد بها السفن ذات الشراع "فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً" ٤ الرياح التي تقسم الأمطار وتفرق السحب إلى حيث يشاء اللّه وبالمقدار الذي يعلمه الكائن بأمره، لا دخل ولا تأثير لها ولا لغيرها بشيء منه.
هذا، وقد أقسم اللّه تعالى بهذه الأشياء لعظم منافعها وجواب القسم قوله "إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ" حق لا خلف فيه فكل ما أخبركم به الرسول من البعث والحساب والثواب والعقاب والجنة والنار صدق لا مرية فيه "وَإِنَّ الدِّينَ" الجزاء على الأعمال وغيرها حسنها وسيئها والحساب عليها "لَواقِعٌ" ٦ حتما والوعد به منجز حقا ثم أكد قسمه بقسم آخر فقال "وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ" ٧ البناء المتقن الرصين الذي لا تفاوت فيه المستوي الحسن البديع الخلق، المزيّن بالنجوم البديعة وقيل الطرق، قال زهير :
مكلل بأصول النجم تنسجه ريح فريق لضاحي مائه حبك


الصفحة التالية
Icon