قال تعالى "وَفِي عادٍ" تركنا أيضا أثارا وعبرا لما كذبوا نبيهم هودا عليه السلام "إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ" ٤١ التي لا تلقح شجرا ولا تحمل مطرا ولا خير فيها ولا بركة إذ هي المستأصلة المهلكة لجميع من أرسلت عليهم دون أن تترك منهم أحدا، قال تعالى في وصفها "ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ" ٤١ القش المكسر البالي المفتت وهو كل يابس دريس من نبات الأرض، راجع قصتهم في الآية ٧٢ من سورة الأعراف المذكورة وفي الآية ٥٨ من سورة هود المارة، "وَفِي ثَمُودَ" تركنا عبرا ومتعظا عند ما كذبوا نبيهم صالحا "إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ" ٤٣ انقضاء الأجل المضروب لنزول العذاب فيكم وهو ثلاثة أيام بعد عقر الناقة "فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ" تكبرا وتجبرا عن طاعته وطاعة رسوله "فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ" ٤٤ راجع قصتهم في الآية ٣٩ من سورة الأعراف في ج ١، "فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ" من عليهم عند مشاهدتهم نزول العذاب ولا من قعود إذ هلك القائم قائما والقاعد قاعدا "وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ" ٤٥ إذ لا دافع لعذاب اللّه، ولا مانع منه، ولا رافع له، ولا قوة لأحد على مقابلته "وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ" هؤلاء الأمم المهلكة أهلكناهم غرقا لأنهم كذبوا نبيهم "إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ" ٤٦ خارجين عن الطاعة، راجع قصتهم في الآية ٣٩ من سورة هود المارة.


الصفحة التالية
Icon