" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. والذاريات )
السّورة مَكِّيّ، عدد آياتها ستُّون.
وكلماتها ثلثمائة وستُّون.
وحروفها أَلْف ومائتان وسبع وثمانون.
مجموع فواصل آياتها (قفاك معن) سمّيت بالذَّاريات لمفتتحها.
معظم مقصود السّورة : ذكر القَسَم بحقِّيّة البعث والقيامة، والإِشارة إِلى عذاب أَهل الضَّلالة، وثواب أَرباب الهداية، وحُجّة الوحدانيّة، وكرامة إِبراهيم فى باب الضِّيافة، وفى إِسحاق له بالبشارة، ولقوم لوط بالهلاكة، ولفرعون وأَهله من الملامة، ولعاد وثمود وقوم نوح من الدمار والخسارة، وخَلْق السّماءِ والأَرض للنَّفع والإِفادة، وزوْجيَّة المخلوقات ؛ لأَجل الدّلالة، وتكذيب المشركين لما فيه للرّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - من التسلية، وتخليق الخَلْق لأَجل العبادة، وتعجيل المنكرين بالعذاب والعقوبة فى قوله :﴿فَلاَ تَسْتَّعْجِلُوْنَ﴾.
الناسخ والمنسوخ :
فيها من المنسوخ آيتان ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ﴾ م ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى﴾ ن ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ﴾ م (آية الزكاة) ن.
المتشابهات :
قوله تعالى :﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ﴾ وفى الطُّور ﴿جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ﴾ ليس بتكرار ؛ لأَن ما فى هذه السّورة متَّصل بذكر ما به يصل الإِنسان إِليها، وهو قوله ﴿إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِيْنَ﴾، وفى الطَّور متَّصل بما ينال الإِنسانُ فيها إِذا وَصَل إِليها، وهو قوله :﴿وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُواْ وَاشْرَبُواْ﴾ الآيات.
قوله :﴿إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ وبعده :﴿إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ ليس بتكرار ؛ لأَنَّ كلّ واحد منهما متعلق بغير ما يتعلَّق به الآخر.
فالأَوّل متعلِّق بترك الطَّاعة إِلى المعصية، والثانى متعلق بالشرك بالله تعالى.
فضل السّورة