فصل فى إعراب جميع آيات السورة الكريمة


قال الإمام أبو البقاء العكبرى :
سورة والذاريات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى (ذروا) مصدر العامل فيه اسم الفاعل، و (وقرا) مفعول الحاملات و (يسرا) مصدر في موضع الحال: أي ميسرة، و (أمرا) مفعول المقسمات.
قوله تعالى (يؤفك عنه) الهاء عائدة على الدين، أو على ما توعدون، وقيل على قول مختلف: أي يصرف عن ذلك من صرف عن الحق.
قوله تعالى (يوم هم) هو مبنى على الفتح لإضافته إلى الجملة وموضعه رفع: أي هو يومهم، وقيل هو معرب وفتح على حكم الظرف، وقيل موضعه نصب: أي أعنى يومهم، وقيل هو ظرف للدين: أي يوم الجزاء، وقيل التقدير: يجازون يوم هم، وهم مبتدأ، و (يفتنون) الخبر وعداه بعلى، لأن المعنى يجبرون على النار، وقيل هو بمعنى في، و (آخذين) حال من الضمير في الظرف، والظرف خبر إن.
فإن قيل: كيف جاء الظرف هنا خبرا، وآخذين حالا، وعكس ذلك في قوله " إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون " ؟ قيل: الخبر مقصود الجملة، والغرض من ذكر المجرمين الإخبار عن تخليدهم، ، لأن المؤمن قد يكون في النار، ولكن يخرج منها، فأما " إن المتقين " فجعل الظرف فيها خبرا لأنهم يأمنون الخروج منها، فجعل آخذين فضلة.
قوله تعالى (كانوا قليلا) في خبر كان وجهان: أحدهما (ما يهجعون) وفى " ما " على هذا وجهان: أحدهما هي زائدة أي كانوا يهجعون قليلا، وقليلا
نعت لظرف أو مصدر: أي زمانا قليلا أو هجوعا قليلا.
والثانى هي نافية ذكره بعض النحويين، ورد ذلك عليه لأن النفى لايتقدم عليه ما في حيزه وقليلا من حيزه.
والثانى أن قليلا خبر كان، و " ما " مصدرية: أي كانوا قليلا هجوعهم كما تقول كانوا يقل هجوعهم، ويجوز على هذا أن يكون ما يهجعون بدلا من اسم كان بدل
الاشتمال، ومن الليل لا يجوز أن يتعلق بيهجعون على هذا القول لما فيه من تقديم معمول المصدر عليه، وإنما هو منصوب على التبيين: أي يتعلق بفعل محذوف يفسره يهجعون.


الصفحة التالية
Icon