وقال ملا حويش :
تفسير سورة الطور
عدد ٢٦ - ٧٦ - ٥٢
نزلت بمكة بعد سورة السجدة، وهي تسع وأربعون آية، وثلاثمائة واثنتا عشرة كلمة، وألف وخمسمائة حرفا.
لا يوجد سورة مبدوءة بما بدئت به، ولا مثلها في عدد الآي.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى :"وَالطُّورِ" ١ طور سيناء الجبل الذي كلم اللّه عليه موسى عليه السلام، ويطلق لغة على كل جبل بانفراده،أما إذا وصف فيتقيد بكل جبل ملتفة عليه الأشجار، وإنما أقسم اللّه به دون غيره لعظم ما وقع عليه منه جل شأنه لسيدنا موسى "وَكِتابٍ مَسْطُورٍ" ٢ هو التوراة واللّه أعلم بدلالة السياق والسباق، يؤيده قوله جل قوله "فِي رَقٍّ" وهو الأديم الذي يكتب عليه بفتح الراء وكسرها من الرقة ضد الصفاقة أي الوقاحة، ثم انه تجوز فيه عما يكتب فيه الكتّاب من ألواح وغيرها أو من الرقة وهي اللطافة، "مَنْشُورٍ" ٣ مبسوط مفتوح، وقيل هو عبارة عن صحائف الأعمال استدلالا بقوله تعالى (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً) الآية ١٤ من سورة الإسراء ج ١، وقيل هو القرآن، والأول أولى وأنسب بالمعنى بمناسبة ذكر الطور، ولأن الكتاب الذي أنزل على موسى أنزل ألواحا مكتوبة مفتوحة، قال تعالى (وَأَلْقَى الْأَلْواحَ) الآية ١٥٠ من الأعراف في ج ١، ولأن القرآن لم ينزل على محمد مكتوبا تدبر.