وبعد أن يعترفوا يقال لهم "اصْلَوْها" احترقوا في نار جهنم فمسّوا شدة حرها "فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا" على حد قوله تعالى (أَ جَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا) الآية ٢١ من سورة إبراهيم المارة، فإن صبركم وعدمه "سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" ١٦ لا محيص لكم عنه، قال تعالى "إِنَّ الْمُتَّقِينَ" للكفر والتكذيب في الدنيا يكونوا في الآخرة "فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فاكِهِينَ" ١٧ متنعمين فيها "بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ" من الخيرات "وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ" ١٨ جزاء إيمانهم وتصديقهم، وتقول الملائكة لهم في ذلك اليوم "كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً" لا تخمة فيه ولا سقم "بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" ١٩ في الدنيا راجع الآية" ٣٢ من سورة النحل المارة، وللبحث صلة في الآية ٢٤ من الحاقة الآية، وتراهم أيها الرائي "مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ" موصولة بعضها ببعض "وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ" ٢٠ يتنقمون بهن زيادة على ذلك
"وَالَّذِينَ آمَنُوا" آتيناهم ذلك كله "وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ" أي الكبار منهم بإيمانهم أنفسهم والصغار بإيمان آبائهم "أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" في الجنة تكرمة لهم لتقربهم أعينهم ويجمع لهم السرور كما كانوا في الدنيا يحبون الاجتماع بهم.
الحكم الشرعي :
إن الولد الصغير يحكم بإيمانه إذا مات قبل بلوغه تبعا لأحد أبويه، لأنه يتبع أحسن الأبوين في الدين وأخسّهما في النجاسة، ويتبع أمه في الرق إلا أن تعنق فتكون حرة، قال :
يتبع الفرع في انتساب أباه والامّ في الرق والحربة
والزكاة الأخف والدين الأعلى والذي اشتد في جزاء ودية
وأخس الأصلين رجيا وذبحا ونكاحا والأكل والأضحية