قال تعالى "وَاصْبِرْ" يا حبيبي "لِحُكْمِ رَبِّكَ" وأمهلهم على ما تراه من المشقة إلى الوقت المقدر لإعلاء كلمتك عليهم "فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا" ومرأى منا لا تخفى علينا حركاتك وسكناتك، وإنا نكلؤك مما يراد بك، فلا نمكنهم أن يصلوا إليك بسوء أو يوصلوا إليك ما تكره، ومن كان بنظر الحي الذي لا يموت لا يخاف أحدا أبدا، وصلّ يا أكمل الرسل "وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ" ٤٨ من مقامك ومجلسك وللصلاة، أخرج الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلا كان كفارة لما بينهما.
وأخرج أبو داود والنسائي عن عاصم بن حميد قال : سألت عائشة بأي شيء كان يفتتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قيام الليل ؟ فقالت سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان إذا قام كبّر عشرا، وسبح عشرا، وعلل عشرا، واستغفر عشرا، وقال اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني، وكان يتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة.
وأخرج الترمذي عن عائشة قالت : كان النبي صلّى اللّه عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك.
قال تعالى "وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ" أيضا في صلاتي المغرب والعشاء وصلاة التهجد "وَإِدْبارَ النُّجُومِ" ٤٩ بعد وقت السحر إذ فيه تدبر النجوم أي يغيب ضوءها بنور الفجر عن الأبصار فقط، لأنها لا تغيب أصلا، وإنما تخفى على أناس وتظهر لآخرين، وفي القول في غيابها تجوز باعتبار المكان والقطر، وباعتبار ما نرى.
روى البخاري ومسلم عن جبير بن مطعم قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور.
هذا ولا يوجد سورة مختومة بما ختمت به هذه السورة في القرآن العظيم.