فمن رفع فعلى ضربين على الرفع بالابتداء و فيها الخبر وعلى أن تكون لا في مذهب ليس رافعة ومن نصب فعلى النفي والتبرئة
واعلم أن لا إذا وقعت على نكرة جعلت هي والاسم الذي بعدها كاسم واحد وبني ذلك على الفتح وإذا كررت جاز الرفع والنصب وإذا لم تكرر فالوجه فيه الفتح فمن رفع فكأنه جعله جوابا لقول القائل أفيها لغو أو تأثيم فجعله نفيا لهذا ومن نصب جعله جوابا لقوله هل من لغو فيها أو تأثيم فجوابه لا لغو فيها ولا تأثيم وقد بينت في سورة البقرة
إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ٢٨
قرأ نافع والكائي إنا كنا من قبل ندعوه أنه هو البر الرحيم
بفتح الألف المعنى ندعوه لأنه هو البر الرحيم أي لرحمته يجيب من دعاه فكذلك ندعون قال أبو عبيد من نصب أراد ندعوه بأنه أو لأنه هو البر فيصير المعنى إنه يدعى من أجل هذا
وقرأ الباقون إنه بكسر الألف قطعوا الكلام مما قبله واختار أبو عبيد الكسر وقال إن ربنا كذلك على كل حال
أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ٣٧
قرأ ابن كثير وحفص أم هم المسيطرون بالسين وقرأ حمزة بالإشمام وقرأ الباقون بالصاد
والمسيطرون الأرباب المتسلطون يقال تسيطر علينا وتصيطر بالصاد والسين والأصل السين وكل سين بعدها طاء يجوز أن تقلب صادا سطر وصطر ويجوز الإشمام
فذرهم حتى يلقوا يومهم الذي فيه يصعقون ٤٥
قرأ عاصم وابن عامر فيه يصعقون بضم الياء أي يهلكون وقرأ الباقون يصعقون بالفتح أي يموتون جعلوا الفعل منسوبا إليهم تقول صعق الرجل يصعق وأصعقه غيره وحجه من فتح قوله فصدق من في السموات ومن في الأرض فأما من قرأ يصعقون فإنه نقل الفعل بالهمزة تقول صعق هو وأصعقه غيره ف يصعقون من باب يكرمون لمكان النقل بالهمز. أ هـ ﴿حجة القراءات صـ ٦٨١ ـ ٦٨٤﴾


الصفحة التالية
Icon