والمعنى : أنهم ذوو فاكهة من فواكه الجنة، وقيل : ذوو نعمة وتلذّذ بما صاروا فيه مما أعطاهم الله عزّ وجلّ مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وقد تقدّم بيان معنى هذا.
قرأ الجمهور :﴿ فاكهين ﴾ بالألف والنصب على الحال.
وقرأ خالد :( فاكهون ) بالرفع على أنه خبر بعد خبر.
وقرأ ابن عباس ( فكهين ) بغير ألف، والفكه : طيب النفس، كما تقدم في الدخان، ويقال : للأشر والبطر، ولا يناسب التفسير به هنا ﴿ ووقاهم رَبُّهُمْ عَذَابَ الجحيم ﴾ معطوف على آتاهم، أو على خبر إنّ، أو الجملة في محل نصب على الحال بإضمار قد.
﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي : يقال لهم ذلك، والهنيء : ما لا تنغيص فيه ولا نكد ولا كدر.
قال الزجاج : أي : ليهنئكم ما صرتم إليه هناء، والمعنى : كلوا طعاماً هنيئًا، واشربوا شراباً هنيئًا، وقد تقدم تفسير هنيئًا في سورة النساء، وقيل : معنى ﴿ هنيئاً ﴾ : أنكم لا تموتون.
﴿ مُتَّكِئِينَ على سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ﴾ انتصابه على الحال من فاعل كلوا، أو من مفعول آتاهم، أو من مفعول وقاهم، أو من الضمير المستكنّ في الظرف، أو من الضمير في ﴿ فاكهين ﴾.
قرأ الجمهور :﴿ على سرر ﴾ بضم الراء الأولى.
وقرأ أبو السماك بفتحها، والسرر : جمع سرير.
والمصفوفة المتصل بعضها ببعض حتى تصير صفاً ﴿ وزوجناهم بِحُورٍ عِينٍ ﴾ أي : قرناهم بها.
قال يونس بن حبيب : تقول العرب : زوّجته امرأة، وتزوّجت بامرأة، وليس من كلام العرب زوّجته بامرأة.
قال : وقول الله تعالى :﴿ وزوجناهم بِحُورٍ عِينٍ ﴾ أي : قرناهم بهنّ.
وقال الفرّاء : زوّجته بامرأة، لغة أزدشنوءة، وقد تقدم تفسير الحور العين في سورة الدخان.
قرأ الجمهور :﴿ بحور عين ﴾ من غير إضافة.
وقرأ عكرمة بإضافة الحور إلى العين.
وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل.


الصفحة التالية
Icon