وقد ورد في هذا المعنى حديث النبي ﷺ فجعلوا الحديث تفسير الآية وكذلك وردت أحاديث تقتضي " أن الله تعالى يرحم الآباء رعياً للأبناء الصالحين ". وذهب بعض الناس إلى إخراج هذا المعنى من هذه الآية، وذلك لا يترتب إلا بأن يجعل اسم الذرية بمثابة نوعهم على نحو قوله تعالى ﴿ أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون ﴾ [ يس : ٤١ ] وفي هذا نظر. وقال ابن عباس أيضاً والضحاك معنى هذه الآية : أن الله تعالى يلحق الأبناء الصغار بأحكام الآباء المؤمنين. يعني في الوراثة والدفن في قبور الإسلام وفي أحكام الآخرة في الجنة. وحكى أبو حاتم عن الحسن أنه قال : الآية في الكبار من الذرية وليس فيها من الصغار شيء. وقال منذر بن سعيد هي في الصغار لا في الكبار. وحكى الطبري قولاً معناه أن الضمير في قوله :﴿ بهم ﴾ عائد على ذرية، والضمير الذي بعده في :﴿ ذريتهم ﴾ عائد على ﴿ الذين ﴾ أي اتبعتهم الكبار وألحقنا نحن الكبار الصغار. وهذا قول مستكره.
وقوله :﴿ بإيمان ﴾ هو في موضع الحال. فمن رأى أن الآية في الأبناء الصغار. فالحال من الضمير في قوله :﴿ اتبعتهم ﴾ فهو من المفعولين، ومن رأى أن الآية في الأبناء الكبار فيحتمل أن تكون الحال من المفعولين، ويحتمل أن تكون من المتبعين الفاعلين، وأرجح الأقوال في هذه الآية القول الأول. لأن الآيات كلها في صفة إحسان الله تعالى إلى أهل الجنة فذكر من جملة إحسانه أنه يرعى المحسن في المسيء. ولفظة ﴿ ألحقنا ﴾ تقتضي أن للملحق بعض التقصير في الأعمال.
وقرأ جمهور القراء :" أَلتناهم " بفتح الألف من ألَت.


الصفحة التالية
Icon