في بعض السور أقسم بجموع كما في قوله تعالى :﴿والذريات﴾ وقوله ﴿والمرسلات﴾ وقوله ﴿والنازعات﴾ وفي بعضها بأفراد كما في هذه السورة حيث قال :﴿والطور﴾ ولم يقل والأطوار والبحار، ولا سيما إذا قلنا المراد من الطور الجبل العظيم كالطود، كما في قوله تعالى :﴿وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطور﴾ [ النساء : ١٥٤ ] أي الجبل فما الحكمة فيه ؟ نقول في الجموع في أكثرها أقسم بالمتحركات والريح الواحدة ليست بثابتة مستمرة حتى يقع القسم بها، بل هي متبدلة بأفرادها مستمرة بأنواعها والمقصود منها لا يحصل إلا بالتبدل والتغير فقال :﴿والذريات﴾ إشارة إلى النوع المستمر إلى الفرد المعين المستقر، وأما الجبل فهو ثابت قليل التغير والواحد من الجبال دائم زماناً ودهراً، فأقسم في ذلك بالواحد وكذلك قوله ﴿والنجم﴾ والريح ما علم القسم به وفي الطور علم.
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (٧) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (٨)


الصفحة التالية
Icon