فصل


قال الفخر :
﴿ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (٩) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (١٠) ﴾
فيه مسائل :
المسألة الأولى :
ما الناصب ليوم ؟ نقول المشهور أن ذلك هو الفعل الذي يدل عليه واقع أي يقع العذاب ﴿يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً﴾ والذي أظنه أنه هو الفعل المدلول عليه بقوله ﴿مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ﴾ [ الطور : ٨ ] وإنما قلت ذلك لأن العذاب الواقع على هذا ينبغي أن يقع في ذلك اليوم، لكن العذاب الذي به التخويف هو الذي بعد الحشر، ومور السماء قبل الحشر، وأما إذا قلنا معناه ﴿لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ﴾ يوم تمور فيكون في معنى قوله ﴿فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إيمانهم لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا﴾ [ غافر : ٨٥ ] كأنه تعالى يقول : ما له من دافع في ذلك اليوم وهو ما إذا صارت السماء تمور في أعينكم والجبال تسير، وتتحققون أن الأمر لا ينفع شيئاً ولا يدفع.
المسألة الثانية :


الصفحة التالية
Icon