وقال الآلوسى :
﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾
منصوب على الظرفية وناصبه ﴿ وَاقِعٍ ﴾ أو ﴿ دَافِعٍ ﴾ أو معنى النفي وإيهام أنه لا ينتفي دفعه في غير ذلك اليوم بناءاً على اعتبار المفهوم لا ضير فيه لعدم مخالفته للواقع لأنه تعالى أمهلهم في الدنيا وما أهملهم، ومنع مكي أن يعمل فيه ﴿ وَاقِعٍ ﴾ ولم يذكر دليل المنع ولا دليل له فيما يظهر، ومعنى ﴿ تَمُورُ ﴾ تضطرب كما قال ابن عباس أن ترتج وهي في مكانها، وفي رواية عنه تشقق، وقال مجاهد : تدور، وأصل المور التردد في المجيء والذهاب، وقيل : التحرك في تموج، وقيل : الجريان السريع، ويقال للجري مطلقاً وأنشدوا للأعشى
: كأن مشيتها من بيت جارتها...
( مور السحابة لا ريث ولا عجل )
﴿ وَتَسِيرُ الجبال سَيْراً ﴾ عن وجه الأرض فتكون هباءاً منبثاً، والإتيان بالمصدرين للإيذان بغرابتهما وخروجهما عن الحدود المعهودة أي موراً عجيباً وسيراً بديعاً لا يدرك كنههما.
﴿ فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ ﴾ أي إذا وقع ذلك أو إذا كان الأمر كما ذكر فويل يوم إذ يقع ذلك ﴿ لّلْمُكَذّبِينَ ﴾.
﴿ الذين هُمْ فِى خَوْضٍ يَلْعَبُونَ ﴾ أي في اندفاع عجيب في الأباطيل والأكاذيب يلهون، وأصل الخوف المشي في الماء ثم تجوز فيه عن الشروع في كل شيء وغلب في الخوض في الباطل كالإحضار عام في كل شيء ثم غلب استعماله في الإحضار للعذاب.
﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ أي يدفعون دفعاً عنيفاً شديداً بأن تغل أيديهم إلى أعناقهم وتجمع نواصيهم إلى أقدامهم فيدفعون إلى النار ويطرحون فيها، وقرأ زيد بن علي.
والسلمي.
وأبو رجاء ﴿ يَدَّعُونَ ﴾ بسكون الدار وفتح العين من الدعاء فيكون ﴿ دَعًّا ﴾ حالاً أي ينادون إليها مدعوعين و﴿ يَوْمٍ ﴾ إما بدل من ﴿ يوم تَمُورُ ﴾ [ الطور : ٩ ] أو ظرف لقول مقدر محكي به قوله تعالى :


الصفحة التالية
Icon