ولما كانت رتبة الناس من أدنى المراتب في خطابهم أطلق لهم الإذن تلطفاً بهم ولم يفجأهم بالتقييد فقال مبيحاً لهم ما أنعم به عليهم ﴿كلوا﴾ ولما كان في الأرض ما لا يؤكل قال :﴿مما في الأرض﴾ أي مما بينا لكم أنه من أدلة الوحدانية
أهـ ﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٢٠٤ ـ ٢٠٥﴾
وقال الفخر :
اعلم أنه تعالى لما بين التوحيد ودلائله، وما للموحدين من الثواب وأتبعه بذكر الشرك ومن يتخذ من دون الله أنداداً، ويتبع رؤساء الكفر أتبع ذلك بذكر إنعامه على الفريقين وإحسانه إليهم وأن معصية من عصاه وكفر من كفر به لم تؤثر في قطع إحسانه ونعمه عنهم، فقال :﴿يا أيها الناس كُلُواْ مِمَّا فِى الأرض﴾ أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٥ صـ ٣﴾


الصفحة التالية
Icon