من مجازات القرآن واستعاراته فى السورة الكريمة
قال الشريف الرضى :
ومن السورة التي يذكر فيها «النّجم»
[سورة النجم (٥٣) : آية ١١]
ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (١١)
قوله سبحانه : ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى [١١] وهذه استعارة. والمراد- واللّه أعلم- أن ما اعتقده القلب من صحة ذلك المنظر الذي نظره، والأمر الذي باشره لم يكن عن تخيّل وتوّهم، بل عن يقين وتأمّل. فلم يكن بمنزلة الكاذب من طريق تعمّد الكذب، ولا من طريق الشكوك والشّبه.
[سورة النجم (٥٣) : آية ١٧]
ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (١٧)
وقوله سبحانه : ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى [١٧] وهذه استعارة. وهى قريبة المعنى من الاستعارة الأولى. والمراد بذلك- واللّه أعلم- أن البصر لم يمل عن جهة المبصر «١» إلى غيره ميلا يدخل عليه به الاشتباه، حتى يشكّ فيما رآه. ولا طغى، أي لم يجاوز المبصر ويرتفع عنه، فيكون مخطئا لإدراكه، ومتجاوزا لمحاذاته.
فكأن تلخيص المعنى أن البصر لم يقصر عن المرئىّ فيقع دونه، ولم يزد «٢» عليه فيقع وراءه، بل وافق موضعه، ولم يجاوز موقعه. وأصل الطغيان طلب العلو والارتفاع، من طريق الظلم والعدوان، وهو فى صفة البصر خارج «٣» على المجاز والاتساع. أ هـ ﴿تلخيص البيان صـ ٣١٧﴾

(١) فى الأصل «البصر» وهو تحريف من الناسخ.
(٢) فى الأصل «و لم يرد» بالراء المهملة، وهو تحريف.
(٣) أي سائر على طريق المجاز والاتساع فى التعبير.


الصفحة التالية
Icon