وفي رواية ان سعد ابن عبادة أخا بني سعد وذكر نحوه، وأخرجه البخاري وفي هذا البحث أحاديث كثيرة صحيحة سنأتي بها هناك، وما قيل إن هذه الآية منسوخة بالأحاديث المذكورة أعلاه لا وجه له لان الحديث لا ينسخ القرآن كما بيناه في بحث الشيخ في المقدمة وكما سيأتي في تفسير الآية ١٠ من البقرة من ج ٣ ولأن هذه الآية مما قصه اللّه علينا من شرع من قبلنا وكل ما شرع للأنبياء أن كان موافقا لشرعنا قبلناه، وإلا فنعمل بما هو لدينا، لأن ذلك من خصائصهم والمقدم لا يسري حكمه على المؤخر قال تعالى "وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى ٤٠" يعرض عليه في الآخرة ويوضع
في ميزانه وفي هذه الآية بشارة بأن اللّه تعالى يري المؤمن أعماله الصالحة ليفرح بها والكافر أعماله الطالحة ليحزن
"ثُمَّ يُجْزاهُ" أي يجزى الإنسان بفعله "الْجَزاءَ الْأَوْفى ٤١" الأتم الأكمل ان خيرا فخير كثير وان شرا فشر مثله، راجع الآية ١٦٠ من سورة الانعام من ج ٢ "وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى ٤٢" المرجع والمصير بعد هذه الدنيا إذ ينتهي كل شيء يوم القيامة اليه لا لأحد غيره، كما أن الأفكار لا تزال تسير في بدء حقائق الأمور وما هيأتها فتنتقل من بحث إلى بحث ومن برزخ إلى برزخ حتى إذا وصلت إلى اللّه انتهت ووقفت وتعطل سيرها في بحر غيبه، لأن الغيب ما غاب عن الناس وتفرد به ربهم عز وجل إذ لا غيب عليه، ومن قال ان اللّه لا يعلم الغيب أراد هذا المعنى يعني لا غيب عليه لأن كل شيء عنده معلوم، غير.


الصفحة التالية
Icon