وهي في الترتيب أولى ما فائدة الفاء في قوله ﴿أَفَرَءيْتُمُ اللات والعزى﴾ وقد استعمل في مواضع بغير الفاء ؟ قال تعالى :﴿أَرَأَيْتُمْ مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله﴾ [ الأحقاف : ٤ ] ﴿أَرَءيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ﴾ [ فاطر : ٤٠ ]، نقول لما قدم من عظمة آيات الله في ملكوته أن رسول الله إلى الرسل الذي يسد الآفاق ببعض أجنحته ويهلك المدائن بشدته وقوته لا يمكنه أن يتعدى السدرة في مقام جلال الله وعزته، قال أفرأيتم هذه الأصنام مع زلتها وحقارتها شركاء الله مع ما تقدم، فقال بالفاء أي عقيب ما سمعتم من عظمة آيات الله تعالى الكبرى ونفاذ أمره في الملأ الأعلى وما تحت الثرى، فانظروا إلى اللاّت والعزى تعلموا فساد ما ذهبتم إليه وعولتم عليه.
المسألة الثالثة :
أين تتمة الكلام الذي يفيد فائدة ما ؟ نقول قد تقدم بيانه وهو أنه يقول هل رأيتم هذه حق الرؤية، فإن رأيتموها علمتم أنها لا تصلح شركاء، نظيره ما ذكرنا فيمن ينكر كون ضعيف يدعي ملكاً، يقول لصاحبه أما تعرف فلاناً مقتصراً عليه مشيراً إلى بطلان ما يذهب إليه ثم قال تعالى :
أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (٢١)