﴿ أَلاَّ تَزِرُ وازرة وِزْرَ أخرى ﴾ أي أنه لا تحمل نفس من شأنها الحمل حمل نفس أخرى على أن ﴿ إن ﴾ هي المخففة من الثقيلة وضمير الشأن الذي هو اسمها محذوف، والجملة المنفية خبرها ومحل الجملة الجر على أنها بدل مما ﴿ في صحف موسى ﴾ [ النجم : ٣٦ ]، أو الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف والاستئناف بياني كأنه قيل : ما في صحفهما؟ فقيل : هو ﴿ أَن لا تَزِرُ ﴾ الخ، والمعنى أنه لا يؤاخذ أحد بذنب غيره ليتخلص الثاني عن عقابه، ولا يقدح في ذلك قوله ﷺ :" من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " فإن ذلك وزر الإضلال الذي هو وزره لا وزر غيره، وقوله تعالى :
﴿ وَأَن لَّيْسَ للإنسان إِلاَّ مَا سعى ﴾
بيان لعدم إثابة الإنسان بعمل غير إثر بيان عدم مؤاخذته بذنب غيره ﴿ وَأَنْ ﴾ كأختها السابقة، و﴿ مَا ﴾ مصدرية وجوز كونها موصولة أي ليس له إلا سعيه، أو إلا الذي سعى به وفعله، واستشكل بأنه وردت أخبار صحيحة بنفع الصدقة عن الميت، منها ما أخرجه مسلم.
والبخاري.
وأبو داود.
والنسائي عن عائشة " أن رجلاً قال لرسول الله ﷺ : إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ قال : نعم " وكذا بنفع الحج.
أخرج البخاري.
ومسلم.


الصفحة التالية
Icon