وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
وقوله :﴿ ولله ما في السماوات وما في الأرض ﴾ اعتراض بين الكلام بليغ، وقال بعض النحويين اللام متعلقة بما في المعنى من التقدير، لأن تقديره :﴿ ولله ما في السماوات وما في الأرض ﴾ يضل من يشاء ويهدي من يشاء ﴿ ليجزي ﴾ والنظر الأول أقل تكلفاً من هذا الإضمار. وقال قوم : اللام متعلقة في أول السورة :﴿ إن هو إلا وحي يوحى ﴾ [ النجم : ٤ ] وهذا بعيد، و: ﴿ الحسنى ﴾ هي الجنة ولا حسنى دونها.
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ
قوله :﴿ الذين ﴾ نعت ل ﴿ الذين ﴾ [ النجم : ٣١ ] المتقدم قبله، و: ﴿ يجتنبون ﴾ معناه : يدعون جانباً. وقرأ جمهور القراء والناس :" كبائر الإثم " وقرأ ابن وثاب وطلحة والأعمش وعيسى وحمزة والكسائي :" كبير الإثم " على الإفراد الذي يراد به الجمع وهذا كقوله :﴿ فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ﴾ [ الشعراء : ١٠٠ ]، وكقوله :﴿ وحسن أولئك رفيقاً ﴾ [ النساء : ٦٩ ] ونحو هذا.
واختلف الناس في الكبائر ما هي؟ فذهب الجمهور إلى أنها السبع الموبقات التي وردت في الأحاديث وقد مضى القول في ذكرها واختلاف الأحاديث فيها في سورة النساء. وتحرير القول في الكبائر أنها كل معصية يوجد فيها حد في الدنيا، أو توعد بنار في الآخرة، أو لعنة ونحو هذا خاصاً بها فهي كثيرة العدد، ولهذا قال ابن عباس حين قيل له أسبع هي؟ فقال : هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع. وقال زيد بن أسلم :" كبير الإثم " هنا يراد به : الكفر. و﴿ الفواحش ﴾ هي المعاصي المذكورة.