وقال الأخفش :
سورة ( القمر )
﴿ خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ﴾
قال﴿خُشَّعاً﴾ نصب على الحال، اي يخرجون من الاجداث خشعا. وقرأ بعضهم ﴿خاشِعا﴾ لأنها صفة مقدمة فأجراها مجرى الفعل نظيرها ﴿خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ﴾.
﴿ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ﴾
وقال ﴿فِي يَوْمِ نَحْسٍ﴾ و﴿يَوْمِ نَحْسٍ﴾ على الصفة.
﴿ فَقَالُواْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ ﴾
وقال ﴿أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ﴾ فنصب البشر لما وقع عليه حرف الاستفهام وقد اسقط الفعل على شيء من سببه.
﴿ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ ﴾
وقال ﴿أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ﴾ ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ فجعل للجماعة دبرا واحدا في اللفظ. وقال ﴿وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ﴾ وقال ﴿لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ﴾.
﴿ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾
وقال ﴿ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ﴾ ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ فجعل المس يذاق في جواز الكلام ويقال: "كيفَ وَجَدْتَ طعمَ الضَرْبِ"؟ وهذا مجاز. واما نصب ﴿كلّ﴾ ففي لغة من قال "عبدَ اللهِ ضَرَبْتُه" وهو في كلام العرب كثير. وقد رفعت "كلُّ" في لغة من رفع ورفعت على وجه آخر.
[١٧٣ء] قال ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ﴾ فجعل ﴿خَلَقْنَاهُ﴾ من صفة الشيء.
﴿ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ ﴾
وقال ﴿وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ﴾ فجعل الخبر واحدا على الكل. أ هـ ﴿معانى القرآن / للأخفش حـ ٢ صـ ٥٢٨ ـ ٥٢٩﴾