و لهذا فإن أهالي دمشق يتورعون عن عيادة المريض فيه وقد يغضب أهل المريض إذا وقع هذا ممن لا يعرفه ويولولون عند دخوله، لهذا ينبغي التحاشي عن عيادة المريض يوم الأربعاء لمن يعتقد ذلك لما فيه من إلقاء الرعب على أهل المريض والمريض أيضا لأن العائد لم يقصد بعيادته إلا الأجر وسرور المريض واهله، فإذا علم أن ذلك على العكس كان عليه التباعد عنه، حكي أن رجلا قال لأخيه أخرج في حاجة فقال إنه في يوم الأربعاء، فقال له : ولد فيه يونس عليه السلام، قال قد بانت بركته في اتساع موضعه وحسن كسوته حتى خلصه اللّه.
فقال
فيه ولد يوسف عليه السلام، قال ما أحسن ما فعل به إخوته حتى طال حبسه وغربته، فقال فيه نصر المصطفى، قال بعد أن زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر هذا وقد نسب الحافظ الوميطي لعلي كرم اللّه وجهه هذه الأبيات :
فنعم اليوم يوم السبت حقا لعيد إن أردت بلا امتراء
وفي الأحد البناء لأن فيه تبدى اللّه في خلق السماء
وفي الإثنين إن سافرت فيه سترجع بالنجاح وبالثراء
ومن يرد الحجامة فالثلاثا ففي ساعاته هرق الدماء
وإن شرب امرؤ يوما دواء فنعم اليوم يوم الأربعاء
وفي يوم الخميس قضاء حاج فإن اللّه يأذن بالقضاء
وهذا العلم لا يرويه إلا نبيّ أو وصيّ الأنبياء