وروي عن طاووس قال : أدركت أناسا من أصحاب
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقولون كل شيء بقدر اللّه تعالى.
وسمعت عبد اللّه بن عمر يقول :
قال صلّى اللّه عليه وسلم : كل شيء يقدر حتى العجز (عدم القدرة على الفعل) والكيس (النشاط والحذق بالأمور) أي قدر اللّه ذلك في البشر أيضا وأخرج الترمذي عن علي كرم اللّه وجهه قال : قال رسول اللّه : لا يؤمن أحدكم حتى يؤمن بأربع : يشهد أن لا إله إلا اللّه، واني رسول اللّه بعثني بالحق، ويؤمن بالموت وبالبعث، ويؤمن بالقدر.
وأخرج أيضا عن جابر قال : قال صلّى اللّه عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى يؤمن بالقدر خيره وشره وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وهذا حديث غريب يعرف من طريق عبد اللّه بن ميمون وهو منكر الحديث.
أما الحديث المتفق عليه فهو حديث جبريل عليه السلام المشهور الذي فيه، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال صدقت.
وهو الذي رواه مسلم عن عمر رضي اللّه عنه، والحديث الآخر الذي رواه الترمذي عن ابن عباس وكلاهما في حديث الأربعين، وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي وحسنه ابن ماجه وابن عدي وابن مردويه عن ابن عباس قال : قال صلّى اللّه عليه وسلم صنفان من أمتي ليس لهما نصيب في الإسلام : المرجئة والقدرية، أنزلت فيهم آية في كتاب اللّه (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ) الآية المارة وإن الذين ينكرون القدر هم خصماء اللّه لأنهم يقولون لا يقدر اللّه المعصية على العبد ثم يعذبه عليها ويسمون القدرية لإنكارهم القدر وزعمهم ان اللّه تعالى لم يتقدم علمه بالأشياء وانه يعلمها بعد وقوعها، تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا، وقد أجمعت الأئمة من أهل السنة والجماعة على اثبات القدر وانه تعالى قدر جميع الأشياء في القدم وعلم انها ستقع في أوقات معلومة عنده على صفات مخصوصة فتقع بحسب ما قدرها.


الصفحة التالية
Icon