بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إلى نبيهم ـ ﷺ ـ وما أنزل من قبله المشار به إلى الصيام
﴿كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم﴾ [ البقرة : ١٨٣ ] والحج ﴿وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً﴾ [ البقرة : ١٢٥ ] والجهاد ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة﴾ [ البقرة : ٢١٤ ] إلى قوله :﴿كتب عليكم القتال وهو كره لكم﴾ [ البقرة : ٢١٦ ] وذلك إشارة إلى أن هذا الدين تام لا زيادة فيه ولا نقص لأن النبي الذي أرسل ختام الأنبياء، وتمام الرسل الأصفياء.
ولما كان قوم عاد قد تكبروا بشدتهم وقوتهم، وكانت حال قريش قريبة من ذلك لقولهم إنهم أمنع العرب وأقواهم وأجمعهم للكمالات وأعلاهم، كرر ذلك في قصتهم مرتين زيادة في تذكير قريش وتحذيرهم ولا سيما وقد كان بدء عذابهم من بلدهم مكة المشرفة كما هو مشروح في قصتهم، وكرر الأمر بالذوق في قصة لوط عليه السلام لأنهم عذبوا بما يردع من كان له قلب بالطمس، فلما لم ينفعهم ذلك أتاهم أكبر منه فكانوا كأمس الدابر، فلكل مرة من العذاب من الأمر بالذوق، وخصوا بالأمر بالذوق لما في فاحشتهم الخبيثة ما يستلذونه، وقد عم عذاب هذه الأمم جميع الجهات بما لقوم نوح ولوط عليهما السلام من جهة الغرق بالماء الماطر وحجارة السجيل ومن البحث من الماء النابع والخسف، وما في عموم عذابهم من استغراق بقية الجهات - والله الهادي. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٧ صـ ٣٤٨ ـ ٣٥٥﴾


الصفحة التالية
Icon