والضحاك : إنما حجب إدراكهم فدخلوا المنزل ولم يروا شيئاً فجعل ذلك كالطمس فعبر به عنه.
وقرأ ابن مقسم ﴿ فَطَمَسْنَا ﴾ بتشديد الميم للتكثير في المفعول ﴿ فَذُوقُواْ عَذَابِى وَنُذُرِ ﴾ أي فقلنا لهم ذلك على ألسنة الملائكة عليهم السلام، فالقول في الحقيقة لهم وأسند إليه تعالى مجازاً لأنه سبحانه الآمر أو القائل ظاهر الحال فلا قول وإنما هو تمثيل، والمراد بالعذاب الطمس وهو من جملة ما أنذروه.
﴿ وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً ﴾ أول النهار وهي أخص من الصباح فليس في ذكرها بعده زيادة وكان ذلك أول شروق الشمس، وقرأ زيد بن علي ﴿ بُكْرَةً ﴾ غير مصروفة للعلمية والتأنيث على أن المراد بها أول نهار مخصوص.
﴿ عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ ﴾ يستقر بهم ويدوم حتى يسلمهم إلى النار، أو لا يدفع عنهم، أو يبلغ غايته.
﴿ فَذُوقُواْ عَذَابِى وَنُذُرِ ﴾ حكاية لما قيل لهم بعد التصحيح من جهته تعالى تشديداً للعذاب، أو هو تمثيل.
﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرءان لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ تقدم ما فيه من الكلام. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon