﴿أَلاَ لَهُ الخلق والأمر﴾ [ الأعراف : ٥٤ ] فالخلق في الأجسام والأمر في الأرواح ثم قالوا : لا ينبغي أن يظن بهذا الكلام أنه على خلاف الأخبار فإنه ﷺ قال :" أول ما خلق الله العقل "، وروى عنه عليه السلام أنه قال :" خلق الله الأرواح قبل الأجسام بألفي عام " وقال تعالى :﴿الله خالق كُلّ شَىْء﴾ [ الزمر : ٦٢ ] فالخلق أطلق على إيجاد الأرواح والعقل لأن إطلاق الخلق على ما يطلق عليه الأمر جائز، وإن العالم بالكلية حادث وإطلاق الخلق بمعنى الإحداث جائز، وإن كان في حقيقة الخلق تقدير في أصل اللغة ولا كذلك في الأحداث، ولولا الفرق بين العبارتين وإلا لاستقبح الفلسفي من أن يقول المخلوق قديم كما يستقبح من أن المحدث قديم، فإذن قوله ﷺ خلق الله الأرواح بمعنى أحدثها بأمره، وفي هذا الإطلاق فائدة عظيمة وهي أنه ﷺ لو غير العبارة وقال في الأرواح أنها موجودة بالأمر والأجسام بالخلق لظن الذي لم يرزقه الله العلم الكثير أن الروح ليست بمخلوقة بمعنى ليست بمحدثة فكان يضل والنبي ﷺ بعث رحمة، وقالوا : إذا نظرت إلى قوله تعالى :