ونحن مكلفون خلال هذه المدة بإقامة العدل سواء فى تبادل السلع أو فى إعطاء كل ذى حق حقه من الناحية الإدارية والاجتماعية " وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ". ومن نعم الله على خلقه ثمرات الزروع والنخيل، فمع الفواكه الحلوة حبوب فى أغلفتها التى تطير مع الريح كالقمح والأرز، ويعتمد أغلب البشر عليها فى غذائهم، كما أن تبنها تأكله الدواب.. ثم هناك الورد والريحان متعة لمن شاء..! وقد تكررت آية " فبأي آلاء ربكما تكذبان " إحدى وثلاثين مرة خلال هذه السورة، والخطاب فيها للإنس والجن المكلفين بعبادة الله فى هذه الدنيا... ويمكن تقسيم السورة كلها إلى أربعة فصول: الأول تكلم عن الخلق والإبداع. والثانى عن الفناء والبعث وجزاء المجرمين. والثالث عن أهل السبق من الطائعين. والرابع عن الذين يلونهم من المحسنين.. ومعروف أن آدم خلق من تراب، ثم من طين، ثم من صلصال من حمأ مسنون ـ منتن ـ ثم من صلصال كالفخار.. وخلقت ذريته من نطفة ثم علقة ثم مضغة إلخ.. هذه هى النشأة الأولى.. وسيملأ الناس أرجاء الأرض ثم يغلبهم جميعا الموت "كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ". ثم يستيقظون لمواجهة الحساب، ولن يفلت منهم أحد فأما الصالحون فإلى نعيم مقيم، وأما الفاسدون فيقادون إلى عقبى ما قدموا. " يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام". وهؤلاء المجرمون يمرون بمراحل شتى، فقد يناقشون الحساب حينا ويسألون عما فعلوا ـ كما يقع فى دنيانا ـ لكن بعد البت فى شئونهم لا يبقى إلا التنفيذ، فيساقون إلى جهنم.. وفى توبيخ المقصرين، وكشف مخازيهم تتكرر هذه الجملة المثيرة " فبأي آلاء ربكما تكذبان ". على نحو أخاذ، فقد تفصل بين الشرط والجزاء وتكشف عقودتى المفرطين فى جنب الله قبل أن يذكر ما يفعل بهم مثل قوله جل شأنه " فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان " ص
_٤٢٤


الصفحة التالية
Icon