أي أشياخي، وهو أيضا جمع علم بمعنى الرّاية التي توضع على دور الحكومة، وتحمل في الحروب، كما أن أصل هذه القطارات والسّيارات والدّبابات هو العجلة، وقد تدرجوا في صنعها أيضا وتحسينها وتكبيرها وتسريع حركاتها أيضا حتى بلغت ما ترى إذ طاروا بالسماء بسرعة خارقة، فكل هذه فرع عنها، وكلها من خلق اللّه القائل (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) الآية ٩٦ من الصّافات، والآية ٨ من النّحل في ج ٢ نظيرتها في المعنى، راجع الآية ٢٥ من سورة الحديد المارة "فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٥) كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ" (٢٦) إنسانا كان أو حيوانا نباتا أو بناء فكل ما على الأرض مصيره الفناء "وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ" ذاته وحده "ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (٢٧) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ" (٢٨) أخرج الترمذي عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم (الزموا وتمسّكوا) بيا ذا الجلال والإكرام أي أكثروا من ذكر هذه الجملة العظيمة من صفاته عزت وعلت والالتجاء إليه والاستغاثة به فإنه تعالى يغيثكم بكرمه وفضله.
قال تعالى وهو ابتداء كلام آخر، لأن الأوّل ختم بفناء الكون وبقاء الكون جل جلاله "يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ" سؤال استعطاء من إنس وجن وملك يطلبون رحماه بلسان المقال، وبقية خلقه من نبات وجماد بلسان الحال يرجون لطفه، ولا غنى لشيء ما عن عطفه، وقد أسهبنا البحث فيما يتعلق في هذا في الآية ١٤ من سورة الإسراء ج ١ فراجعها.
وهو جل شأنه "كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ" (٢٩) ولا يشغله شأن عن شأن، وهذه الآية فيها رد على اليهود القائلين إن اللّه تعالى لا يقضي بشيء يوم السّبت، وهو يقول عزّ قوله كل