وقرأ الباقون المنشآت بفتح الشين قال أبو عبيدة المنشآت المجريات المرفوعات الشرع وهي مفعولة لأنها أنشئت وأجريت ولم تفعل ذلك أنفسها أي فعل بها الإنشاء فهذا بين لا إشكال فيه
سنفرغ لكم أيه الثقلان ٣١
قرأ حمزة والكسائي سيفرغ لكم بالياء أي سيفرغ الله لكم وحجتهما أنه أتى عقيب ذكر الله بلفظ التوحيد وهو قوله تعالى يسئله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن ٢٩ فأجريا الفعل بعده على لفظ ما تقدمه إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام على نظم واحد
وقرأ الباقون سنفرغ بالنون الله يخبر عن نفسه وحجتهم أن ما جرى في القرآن من إسناد الأفعال إلى الله بلفظ الجمع وشبيه به قوله وقدمنا إلى ما عملوا قالوا لأن معنى سنفرغ سنقصد بحسابكم ومعنى وقدمنا وعمدنا وقصدنا متقاربان
يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ٣٥
قرأ ابن كثير شواظ بكسر الشين وقرأ الباقون بالرفع وهما لغتان معناهما واحد
قرأ ابن كثير وأبو عمرو من نار ونحاس بالخفض عطفا على قوله من نار كأنه أراد من نار ومن نحاس قال يونس النحوي كان أبو عمرو يقول لا يكون الشواظ إلا من النار والنحاس جميعا والنحاس الدخان فعلى ما فسره أبو عمرو يكون النحاس معطوفا على قوله من نار فيكون معناه يرسل عليكما شواظ وذلك الشواظ من نار ونحاس
وقرأ الباقون شواظ من نار ونحاس بالرفع عطفا على الشواظ قال أبو عبيدة شواظ من نار لهب من نار لا دخان فيه وعن ابن عباس قال الشواظ لا دخان فيه فكلهم يريدون الذي لا دخان له أي يرسل عليكما نار محضة لا يشوبها دخان ويرسل عليكما دخان بعد ذلك فيكون واصفا شيئين من العذاب من نوع واحد كل واحد منهما عذاب على حدته
واعلم أنه إذا كان الشواظ اللهب الذي لا دخان فيه ضعفت قراءة من قرأ من نار ونحاس ولا يكون على تفسير أبي عبيدة إلا الرفع في نحاس عطفا على قوله يرسل عليكما شواظ ويرسل نحاس أي يرسل هذا مرة وهذا أخرى
فيهن قصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ٥٦