ولما كان أدل دليل على العدم الحاجة، وعلى دوام الوجود الغنى، قال دليلاً على ما قبله :﴿يسئله﴾ أي على سبيل التجدد والاستمرار ﴿من في السماوات﴾ أي كلهم ﴿والأرض﴾ أي كلهم من ناطق أو صامت بلسان الحال أو القال أو بهما، ولما كان كأنه قيل : فماذا يفعل عند السؤال، وكان أقل الأوقات المحدودة المحسوسة ﴿اليوم﴾ عبر به عن أقل الزمان كما عبر به عن أخف الموزونات بالذرة فقال مجيباً لذلك :﴿كل يوم﴾ أي وقت من الأوقات من يوم السبت وعلى اليهود لعنة الله وغضبه حيث قالوا في السبت ما هو مناف لقوله سبحانه وتعالى :﴿ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب﴾ [ ق : ٣٨ ] ﴿ولا يؤده حفظهما هو العلي العظيم﴾ [ البقرة : ٢٥٥ ] ﴿هو في شأن﴾ أي من إحداث أعيان وتجديد معان أو إعدام ذلك، قال القشيري : في فنون أقسام المخلوقات وما يجريه عليها من اختلفا الصفات - انتهى.


الصفحة التالية
Icon