قال ابن عباس ﴿ العصف ﴾ التبن، وتقول العرب : خرجنا نتعصف، أي يستعجلون عصيفة الزرع.
وقرأ ابن عامر وأبو البرهسم :" والحبَّ " بالنصب عطفاً على ﴿ الأرض ﴾ " ذا العصف والريحانِ " إلا أن البرهسم خفض النون.
واختلفوا في ﴿ الريحان ﴾، فقال ابن عباس ومجاهد والضحاك معناه : الرزق، ومنه قول الشاعر وهو النمر بن تولب :[ المتقارب ]
سلام الإله وريحانه... وجنته وسماء درر
وقال الحسن : هو ريحانكم هذا. وقال ابن جبير : هو كل ما قام على ساق، وقال ابن زيد وقتادة :﴿ الريحان ﴾ هو كل مشموم طيب الريح من النبات. وفي هذا النوع نعمة عظيمة. ففيه الأزهار والمندل والعقاقير وغير ذلك. وقال الفراء :﴿ العصف ﴾ فيما يؤكل، و﴿ الريحان ﴾ كل ما لا يؤكل.
وقرأ جمهور الناس :" والحبُّ " بالرفع " ذو العصف والريحان " وهذه قراءة في المعنى كالأولى في الإعراب حسنة الاتساق عطفاً على ﴿ فاكهة ﴾. وقرأ حمزة والكسائي وابن محيصن :" والحبَّ " بالرفع " ذو العصف والريحانِ " بخفض " الريحانِ " عطفاً على ﴿ العصف ﴾، كأن الحب هما له على أن ﴿ العصف ﴾ منه الورق. وكل ما يعصف باليد وبالريح فهو رزق البهائم، ﴿ والريحان ﴾ منه الحب فهو رزق الناس، " والريحان " على هذه القراءة : الرزق : لا يدخل فيه المشموم بتكلف.
﴿ والريحان ﴾ هو من ذوات الواو. قال أبو علي : إما أن يكون ريحان اسماً ووضع موضع المصدر، وإما أن يكون مصدراً على وزن فعلان، كالليان وما جرى مجراه أصله : روحان، أبدلت الواو ياء كما بدلوا الواو ياء في أشاوى وإما أن يكون مصدراً شاذاً في المعتل كما شذ كينونة وبينونة، فأصله ريوحان، قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، فجاء ريحان، فخفف كما قالوا ميت وميت وهين وهين.


الصفحة التالية
Icon