وقال الخازن :
والطيب هو الحلال عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ :" إن الله طيب ولا يقبل إلاّ الطيب وإن الله أمر المؤمنين بما أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً وقال : يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء : يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك " قوله : أشعث أغبر هو البعيد العهد بالدهن والغسل والنظافة. وقيل الطيب المستلذ من الطعام فلعل قوماً تنزهوا عن أكل المستلذ من المطاعم فأباح الله تعالى لهم ذلك ﴿واشكروا لله﴾ يعني على نعمه ﴿إن كنتم إياه تعبدون﴾ أي اشكروا الله الذي رزقكم هذه النعم إن كنتم تخصونه بالعبادة وتقرون أنه إلهكم لا غيره وقيل إن كنتم عارفين بالله وبنعمه فاشكروه عليها. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ١ صـ ١٤٠﴾
قوله تعالى ﴿مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾
سؤال : لم أسند الرزق إلى ضمير المتكلم بنون العظمة ؟
الجواب كما ذكره أبو حيان :
ما رزقناكم : فيه إسناد الرزق إلى ضمير المتكلم بنون العظمة، لما في الرزق من الامتنان والإحسان. وإذا فسر الطيبات بالحلال، كان في ذلك دلالة على أن ما رزقه الله ينقسم إلى حلال وإلى حرام، بخلاف ما ذهبت إليه المعتزلة. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ١ صـ ٦٥٩﴾
فصل في الوجوه التي وردت عليها كلمة " الطَّيِّب " في القرآن قالوا :" والطَّيِّبُ " ورد في القرآن الكريم على أربعة أوجهٍ :
أحدها : الطَّيِّبات بمعنى الحلال ؛ قال الله تعالى :﴿وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الخبيث بالطيب﴾ [النساء : ٢]، أي : لا تتبدَّلوا الحرام بالحلال.
الثاني : الطيِّب بمعنى الطَّاهر ؛ قال تبارك وتعالى :﴿فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً﴾ [النساء : ٤٣]، وقال تعالى :﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكلم الطيب﴾ [فاطر : ١٠].


الصفحة التالية
Icon