السليط دهن السراج. في النسخ التي بأيدينا دهن الشيرج.
وقرأ جمهور القراء :" ونحاسٌ " بالرفع عطفاً على ﴿ شواظ ﴾، فمن قال إن النحاس : هو المعروف، وهو قول مجاهد وابن عباس أيضاً قال يرسل عليهما نحاس : أي يذاب ويرسل عليهما. ومن قال هو الدخان، قال ويعذبون بدخان يرسل عليهما. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والنخعي وابن أبي إسحاق :" ونحاسٍ " بالخفض عطفاً على ﴿ نار ﴾، وهذا مستقيم على ما حكيناه عن أبي عمرو بن العلاء. ومن رأى الشواظ يختص بالنار قدر هنا : وشيء من نحاس. وحكى أبو حاتم عن مجاهد أنه قرأ :" ونِحاسٍ " بكسر النون والجر. وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قرأ :" ونَحُسّ " بفتح النون وضم الحاء والسين المشددة، كأنه يقول : ونقتل بالعذاب. وعن أبي جندب أنه قرأ :" ونحس "، كما تقول : يوم نحس، وحكى أبو عمرو مثل قراءة مجاهد عن طلحة بن مصرف، وذلك لغة في نحاس، وقيل هو جمع نحس.
ومعنى الآية : مستمر في تعجيز الجن والإنس، أي أنتما بحال من يرسل عليه هذا فلا ينتصر.
فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (٣٧)
جواب " إذا " محذوف مقصود به الإبهام، كأنه يقول :﴿ فإذا انشقت السماء ﴾ فما أعظم الهول، وانشقاق السماء انفطارها عند القيامة. وقال قتادة : السماء اليوم خضراء وهي يوم القيامة حمراء، فمعنى قوله :﴿ وردة ﴾ أي محمرة كالوردة وهي النوار المعروف. وهذا قول الزجاج والرماني. وقال ابن عباس وأبو صالح والضحاك : هي من لون الفرس الورد، فأنث لكون ﴿ السماء ﴾ مؤنثة.
واختلف الناس في قوله :﴿ كالدهان ﴾ فقال مجاهد والضحاك : هو جمع دهن، قالوا وذلك أن السماء يعتريها يوم القيامة ذوب وتميع من شدة الهول. وقال بعضهم : شبه لمعانها بلمعان الدهن. وقال جماعة من المتأولين الدهان : الجلد الأحمر، وبه شبهها، وأنشد منذر بن سعيد :[ الطويل ]
يبعن الدهان الحمر كل عشية... بموسم بدر أو بسوق عكاظ