وقرأ جمهور الناس :" يَطُوفون " بفتح الياء وضم الطاء وسكون الواو. وقرأ طلحة بن مصرف :" يُطَوّفون " بضم الياء وفتح الطاء وشد الواو. وقرأ أبو عبد الرحمن :" يطافون "، وهي قراءة علي بن أبي طالب. والمعنى في هذا كله أنهم يترددون بين نار جهنم وجمرها ﴿ وبين حميم ﴾ وهو ما غلي في جهنم من مائع عذابها. والحميم : الماء السخن. وقال قتادة : إن العذاب الذي هو الحميم يغلي منذ خلق الله جهنم. وأنى الشيء : حضر، وأنى اللحم أو ما يطبخ أو يغلى : نضج وتناهى حره والمراد منه. ويحتمل قوله :﴿ آن ﴾ أن يكون من هذا ومن هذا. وكونه من الثاني أبين، ومنه قوله تعالى :﴿ وغير ناظرين إناه ﴾ [ الأحزاب : ٥٣ ] ومن المعنى الآخر قول الشاعر [ عمرو بن حسان الشيباني ] :[ الوافر ]
أنى ولكل حاملة تمام... ويشبه أن يكون الأمر في المعنيين قريباً بعضه من بعض، والأول أعم من الثاني. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾