والضياء المقدسي في صفة النار عن أنس قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :" والذي نفسي بيده لقد خلقت ملائكة جهنم قبل أن تخلق جهنم بألف عام فهم كل يوم يزدادون قوة إلى قوتهم حتى يقبضوا على من قبضوا بالنواصي والإقدام "
﴿ فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ ﴾ يقال فيه نحو ما تقدم، وقوله تعالى :
﴿ هذه جَهَنَّمُ التى يُكَذّبُ بِهَا المجرمون ﴾ مقول قول مقدر معطوف على قوله تعالى :﴿ يُؤْخَذْ ﴾ [ الرحمن : ٤١ ] الخ أي ويقال هذه الخ.
أو مستأنف في جواب ماذا يقال لهم لأنه مظنة للتوبيخ والتقريع، أو حال من أصحاب النواصي بناءاً على أن التقدير نواصيهم أو النواصي منهم، وما في البين اعتراض على الأول والأخير وكان أصل ﴿ التى يُكَذّبُ بِهَا المجرمون ﴾ التي كذبتم بها فعدل عنه لما ذكر للدلالة على استمرار ذلك وبيان لوجه توبيخهم وعلته.
﴿ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا ﴾ أي يترددون بين نارها ﴿ وَبَيْنَ حَمِيمٍ ﴾ ماء حار ﴿ آن ﴾ متناه إناه وطبخه بالغ في الحرارة أقصاها، قال قتادة : الحميم يغلي منذ خلق الله تعالى جهنم والمجرم ويعاقب بين تصلية النار وشرب الحميم، وقيل : يحرقون في النار ويصب على رؤوسهم الحميم، وقيل : إذا استغاثوا من النار جعل غياثهم الحميم، وقيل : يغمسون في واد في جهنم يجتمع فيه صديد أهل النار فتنخلع أوصالهم ثم يخرجون منه وقد أحدث الله تعالى لهم لخقاً جديداً، وعن الحسن أنه قال :﴿ آن ﴾ النحاس انتهى حره، وقيل :﴿ آن ﴾ حاضر.
وقرأ السلمي يطافون، والأعمش.
وطلحة.
وابن مقسم ﴿ يَطُوفُونَ ﴾ بضم الياء وفتح الطاء وكسر الواو مشددة، وقرىء ﴿ يَطُوفُونَ ﴾ أي يتطوفون.
﴿ فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ ﴾ هو أيضاً كما تقدم. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon