وروى محمد بن المنذر، عن جابر، بن عبد الله، أن النبي ﷺ قرأ على أصحابه سورة الرحمن، فسكت القوم، فقال النبي ﷺ :" الجنُّ كَانُوا أَحْسَنَ رَدّاً مِنْكُمْ، مَا قَرَأْتَ عَلَيْهِمْ ﴿ والريحان فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ ﴾ إلاَّ قَالُوا : ولا بِوَاحِدَةٍ مِنْهَا فَلَكَ الحَمْدُ ".
وفي رواية أخرى : أنه قال :" مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِمْ إلاَّ قَالُوا وَلا بِوَاحِدَةٍ مِنْهَا فَلَكَ الْحَمْدُ ".
ثم قال :﴿ خَلَقَ الإنسان ﴾ يعني : آدم ﴿ مِن صلصال ﴾ يعني : الطين اليابس الذي يتصلصل أي : يصوت، كما يصوت الفخار.
ويقال : الصلصال الطين الجيد الذي ذهب عنه الماء، وتشقق.
﴿ كالفخار ﴾ يعني : الطين الذي يصنع به الفخار.
وقال في موضع آخر :﴿ يا أيها الناس إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّنَ البعث فَإِنَّا خلقناكم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِى الارحام مَا نَشَآءُ إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لتبلغوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُمْ مَّن يتوفى وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ العمر لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الأرض هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المآء اهتزت وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [ الحج : ٥ ] وقال في موضع آخر :﴿ الذى أَحْسَنَ كُلَّ شَىْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِن طِينٍ ﴾ [ السجدة : ٧ ] وقال في موضع آخر :﴿ مِن صلصال ﴾ فهذا كله قد كان حالاً بعد حال.
﴿ وَخَلَقَ الجان ﴾ يعني : أبا الجن.
ثم قال هو إبليس :﴿ مِن مَّارِجٍ مّن نَّارٍ ﴾ يعني : من لهب من نار، وليس لها دخان.
وقال بعضهم : خلق من نار جهنم.