ثم قال :﴿ فَكَانَتْ وَرْدَةً كالدهان ﴾ يعني : صارت كدهن الورد الصافي، وهذا قول مقاتل.
وقال القتبي : صارت حمراء في لون الفرس.
يعني : بمنزلة الدابة الجُلْجُون الذي تغير لونه في كل وقت، يرى لونه على خلاف اللون الأول، ويقال له : المورد ويقال : الدهن الأديم الأحمر بلغة الفارسي.
يعني : الفرس الذي يكون لونه لون الورد الأحمر، يعنون أخضر يضرب إلى سواد، يتغير لونه بياض.
ويقال : من هيبة ذلك زاغ فيرى أنه كالدهن.
ثم قال عز وجل :﴿ فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ ﴾ يعني : إذا كان يوم القيامة، تغيرت السموات من هيبته، ويأمر الخلق بالحساب، فهو الذي ينجيكم من هول ذلك اليوم، فكيف تنكرون هذه النعمة.
ثم قال عز وجل :﴿ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْئَلُ عَن ذَنبِهِ ﴾ يعني : عن علمه ﴿ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ ﴾ يعني : إنسياً، ولا جنياً لأن الله تعالى قد أحصى عليه : ويقال : لا يسأل سؤال استفهام، ولكن يسأل سؤال التوبيخ والزجر كقوله تعالى :﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْألَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [ الحجر : ٩٢ ] ويقال لا يسأل الكافر لأنه عرف بعلامته.
ثم قال :﴿ فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ ﴾ يعني : إذا كان يوم القيامة، أعطاكم الثواب، وأدخلكم في جنته، فكيف تنكرون وحدانيته؟ ويقال : معناه إن الله قد بين لكم أنه يعلم أعمالكم، ونهاكم عن الذنوب، وتجاوز عنكم، فكيف تنكرون، وحدانيته.
قوله عز وجل :﴿ يُعْرَفُ المجرمون بسيماهم ﴾ يعني : يُعرف الكافر بسواد الوجوه، وزرقة الأعين، ﴿ فَيُؤْخَذُ بالنواصى والاقدام ﴾ وذلك أن خزنة جهنم بعد الحساب، يغلون أيديهم إلى أعناقهم، ويجمعون بين نواصيهم إلى أقدامهم، ثم يدفعونهم على وجوههم، فيطرحونهم في النار.
ثم قال :﴿ فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ ﴾ يعني : هو الذي يدفع عنكم ذلك العذاب إن آمنتم به، وأطعتموه ووحدتموه، فكيف تنكرون هذه النعمة؟.


الصفحة التالية
Icon