ثم قال :﴿ وَجَنَى الجنتين دَانٍ ﴾ يعني : اجتناؤهما قريب إن شاء تناولهما قائماً، وإن شاء تناولهما قاعداً، وإن شاء متكئاً.
ثم قال :﴿ فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ ﴾ يعني : جعل لكم مجالس الملوك مع الفراش المرتفعة، فكيف تنكرون وحدانية الله ونعمته؟.
ثم قال عز وجل :﴿ فِيهِنَّ قاصرات الطرف ﴾ يعني : في الجنان من الزوجات غاضات البصر، قانعات بأزواجهن، لا يشتهين غيرهم، ولا ينظرون إلى غيرهم.
قوله تعالى :﴿ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ ﴾ يعني : لم يمسسهن إنس، ﴿ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ ﴾ يعني : لا إنساً، ولا جنياً ﴿ فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ ﴾ يعني : جعل لكم أزواجاً موافقة لطبعكم، وهن لا يرون غيركم، فكيف تنكرون الله تعالى؟.
ثم وصف الزوجات فقال :﴿ كَأَنَّهُنَّ الياقوت والمرجان ﴾ يعني : في الصفاء كالياقوت، وفي البياض كالمرجان، ﴿ فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ ﴾ يعني : جعلهن بحال تتلذذ أعينكم بالنظر إليهن، فكيف تنكرون وحدانية الله تعالى ونعمته؟.
ثم قال عز وجل :﴿ هَلْ جَزَاء الإحسان إِلاَّ الإحسان ﴾ يعني : هل جزاء التوحيد وهو قول لا إله إلا الله إلا الجنة.
ويقال : هل جزاء من خاف مقام ربه إلا هاتان الجنتان التي ذكرناها في الآية.
ثم قال :﴿ فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ ﴾ يعني : فكيف تنكرون نعمة ربكم، حيث جعل ثواب إحسانكم الجنة، وبين لكم لكي تحسنوا، وتنالوا ثواب الله، وإحسانه.
ثم قال عز وجل :﴿ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ﴾ يعني : من دون الجنتين اللتين ذكرهما، جنتان أخروان.
فالأوليان جنة النعيم وجنة عدن، والأخريان جنة الفردوس وجنة المأوى ﴿ فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ ﴾ يعني : قد ذكر للمتقين جنتين، وجنتان أخريان، زيادة على الكرامة.
فكيف تنكرون فضل ربكم.
وكرامته.
ثم وصف الجنتين الأخريين فقال :﴿ مُدْهَامَّتَانِ ﴾ يعني : خضراوان.


الصفحة التالية
Icon