وارتفاع الشمس والقمر باضمار فعل مجازه الشمس والقمر يجريان بحسبان، وقيل : مبتدأ وخبره فيما بعده.
ونظم الآية الرَّحْمن علم القرآن وقدر الشمس والقمر، وقيل : هو مردود على البيان، أي علّمه البيان، إن الشمس والقمر بحسبان.
ويقال : سعة الشمس ستة آلاف فرسخ وأربعمائة فرسخ في مثلها، وسعة القمر ألف فرسخ في ألف فرسخ.
مكتوب في وجه الشمس : لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، خلق الشمس بقدرته، وأجراها بأمره، وفي بطنها مكتوب : لا إله إلاّ الله، رضاه كلام، وغضبه كلام، ورحمته كلام، وعذابه كلام، وفي وجه القمر مكتوب : لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، خلق الله القمر، وخلق الظلمات والنور، وفي بطنه مكتوب : لا إله إلاّ الله خلق الخير والشر بقدرته، يبتلي بهما من يشاء من خلقه، فطوبى لمن أجرى الله الخير على يديه، والويل لمن أجرى الله الشر على يديه.
﴿ والنجم والشجر يَسْجُدَانِ ﴾. قيل : هو ما ليس له ساق من الأشجار، وينبسط على وجه الأرض، وقال السدّي : هو جمع النبات سمّي نجماً لطلوعه من الأرض، وسجودها سجود ظلها، وقال مجاهد وقتادة : هو الكوكب، وسجوده طلوعه.
﴿ والسمآء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الميزان ﴾ قال مجاهد : العدل، وقال الحسن والضحاك وقتادة : هو الذي يوزن به ليوصل به الإنصاف والانتصاف، وقال الحسين بن الفضل : هو القرآن، وأصل الوزن التقدير.
﴿ أَلاَّ تَطْغَوْاْ ﴾ يعني لئلاّ تميلوا وتظلموا وتجاوزوا الحق ﴿ فِي الميزان * وَأَقِيمُواْ الوزن بالقسط ﴾ بالعدل، وقال أبو الدرداء : أقيموا لسان الميزان بالقسط، وقال ابن عيينة : الإقامة باليد والقسط بالقلب ﴿ وَلاَ تُخْسِرُواْ ﴾ ولا تنقصوا ﴿ الميزان ﴾ ولا تطففوا في الكيل والوزن.
قال قتادة في هذه الآية : اعدل يا بن آدم كما تحب أنْ يعدل عليك، وأوفِ كما تحب أن يوفى لك، فإن العدل صلاح الناس.


الصفحة التالية
Icon