﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ﴾ كأنما أعاد ذكر النخل والرمان وهما من حملة الفاكهة للتخصيص والتفضيل، كقوله :﴿ مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وملائكته وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ﴾ [ البقرة : ٩٨ ] وقوله :﴿ حَافِظُواْ عَلَى الصلوات والصلاة الوسطى ﴾ [ البقرة : ٢٣٨ ] وقوله :﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السماوات وَمَن فِي الأرض ﴾ [ الحج : ١٨ ] ثم قال :﴿ وَكَثِيرٌ مِّنَ الناس ﴾ [ الحج : ١٨ ] وقوله سبحانه :﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النبيين مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ ﴾ [ الأحزاب : ٧ ].
أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شيبة، قال : حدّثنا الفريابي قال : حدّثنا سحاب بن الحرث قال : أخبرنا علي بن مسير عن مسيعر عن عمرو بن مرّة عن أبي عبيدة قال : إن نخل الجنّة نضدها ما بين أصله إلى فرعه، وثمره كأمثال القلال، كلّما نُزعتْ عادت مكانها أُخرى، العنقود منها اثنا عشر ذراعاً، وأنهارها تجري في غير أُخدود.
قال : قلت : من حدّثك؟ قال : أما إنّي لم اخترعه، حدّثني مسروق.
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حمدان قال : حدّثنا ابن ماهان قال : حدّثنا موسى بن إسماعيل قال : حدّثنا حماد بن سلمة عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال :" نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كجلد البعير المقتب، وإذا طيرها كالبخت، وإذا فيها جارية، قلت : يا جارية، لمن أنت؟ قالت : لزيد بن حارثة، وإذا في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ".
﴿ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ قال الكسائي : ذكر الله سبحانه وتعالى الجنتين والجنتين ثم جمعهن فقال :﴿ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ﴾ قرأ العامة بالتخفيف، وقرأ أبو رجاء العطاردي ( خيّرات ) بتشديد الياء.