وقرأ زهير الفرقبي :" رفارفَ " بالجمع وترك الصرف. وقرأ أبو طمعة المدني : وعاصم في بعض ما روي عنه " رفارفٍ " بالصرف، وكذلك قرأ عثمان بن عفان :" رفارفٍ وعباقرٍ " بالجمع والصرف، ورويت عن النبي ﷺ وغلط الزجاج والرماني هذه القراءة. وقرأ أيضاً عثمان في بعض ما روي عنه :" عبَاقَر " : بفتح القاف والباء، وهذا على أن اسم الموضع " عبَاقَر " بفتح القاف، والصحيح في اسم الموضع :" عبقر "، قال الشاعر [ امرؤ القيس ] :[ الطويل ]
كأن صليل المروحين تشذه... صليل الزيوف بنتقدن بعبقرا
قال الخليل والأصمعي : إذا استحسنت شيئاً واستجادته قالت ﴿ عبقرى ﴾.
قال القاضي أبو محمد : ومنه قول النبي ﷺ :" فلم أر عبقرياً من الناس يفري فريه " وقال عبد الله بن عمر : العبقري سيد القوم وعينهم. وقال زهير :[ الطويل ]
بخيل عليها جنة عبقرية... جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا
ويقال عبقر : مسكن للجن. وقال ذو الرمة :[ البسيط ]
حتى كأن رياض القف ألبسها... من وشي عبقر تجليل وتنجيد
وقرأ الأعرج :" خضُر " بضم الضاد. وقرأ جمهور الناس :" ذي الجلال " على اتباع الرب. وقرأ ابن عامر وأهل الشام. " ذو " على اتباع الاسم، وكذلك في الأول، وفي حرف أبيّ وابن مسعود، " ذي الجلال " في الموضعين، وهذا الموضع مما أريد فيه بالاسم مسماه.
والدعاء بهاتين الكلمتين حسن مرجو الإجابة، وقال رسول الله ﷺ :" ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام ".
نجز تفسير سورة الرحمن : وصلى الله على مولانا محمد سيد ولد عدنان. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon