ثلاثة (حسن) وقيل كاف ثم فسَّر الثلاثة فقال فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة كأنَّه يعظم أمرهم في الخير وأجاز أبو حاتم تبعاً لأهل الكوفة أن تكون ما صلة فكأنَّه قال فأصحاب الميمنة أصحاب الميمنة كما قال والسابقون السابقون وذلك غلط بيِّن لأنَّه كلام لا فائدة فيه لأنَّه قد علم أنَّ أصحاب الميمنة هم أصحاب الميمنة وهم ضدَّ أصحاب المشأمة كذا قاله بعض أهل الكوفة وهو في العربية جائز صحيح إذ التقدير فأصحاب الميمنة في دار الدنيا بالأعمال الصالحة هم أصحاب اليمين في القيامة أو المراد بأصحاب الميمنة من يعطون كتبهم بأيمانهم أصحاب الميمنة أي هم المقدّمون المقرّبون وكذلك وأصحاب المشأمة الذين يعطون كتبهم بشمائلهم هم المؤخرون المبعدون هذا هو الصحيح عند أهل البصرة فأصحاب مبتدأ وما مبتدأ وما مبتدأ ثان وأصحاب الميمنة خبر عن ما وما ومَا بعدها خبر عن أصحاب والرابط إعادة المبتدأ بلفظه وأكثر ما يكون ذلك في موضع التهويل والتعظيم ٠
ما أصحاب الميمنة (كاف) ومثله ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون الثاني منهما خبر عن الأوّل وهو جواب عن سؤال مقدَّر وهو كيف أجزتم السابقون السَّابقون ولم تجيزوا فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة فالجواب أنَّ الفرق بينهما بمعنى أنَّه لو قيل أصحاب اليمين أصحاب اليمين لم تكن فيه فائدة فالحسن أن يجعل الثاني منهما خبراً عن الأوَّل وليس بوقف إن جعل الثاني منهما نعتاً للأوَّل وأولئك المقربون خبراً وكان الوقف عند جنَّات النَّعيم هو الكافي وقليل من الآخرين ليس بوقف لأنَّ قوله على سررٍ موضونة ظرف لما قبله وإن جعل على سرر متصلاً بمتكئين ونصب متكئين بفعل مضمر حسن الوقف على من الآخرين والأوَّل هو المختار٠


الصفحة التالية
Icon