﴿لاَّ مَقْطُوعَةٍ﴾ أي ليست كفواكه الدنيا، فإنها تنقطع في أكثر الأوقات والأزمان، وفي كثير من المواضع والأماكن ﴿وَلاَ مَمْنُوعَةٍ﴾ أي لا تمنع من الناس لطلب الأعواض والأثمان، والممنوع من الناس لطلب الأعواض والأثمان ظاهر في الحس، لأن الفاكهة في الدنيا تمنع عن البعض فهي ممنوعة، وفي الآخرة ليست ممنوعة.
وأما القطع فيقال في الدنيا : إنها انقطعت فهي منقطعة لا مقطوعة، فقوله تعالى :﴿لاَّ مَقْطُوعَةٍ﴾ في غاية الحسن، لأن فيه إشارة إلى دليل عدم القطع، كما أن في :﴿لا مَمْنُوعَةٍ﴾ دليلاً على عدم المنع، وبيانه هو أن الفاكهة في الدنيا لا تمنع إلا لطلب العوض، وحاجة صاحبها إلى ثمنها لدفع حاجة به، وفي الآخرة مالكها الله تعالى ولا حاجة له، فلزم أن لا تمنع الفاكهة من أحد كالذي له فاكهة كثيرة، ولا يأكل ولا يبيع، ولا يحتاج إليها بوجه من الوجوه لا شك في أن يفرقها ولا يمنعها من أحد.