والله أعلم.
قوله تعالى :﴿ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ﴾ روى الترمذيّ عن أبي سعيد " عن النبيّ ﷺ في قوله تعالى :﴿ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ﴾ قال :"ارتفاعها لَكَمَا بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة" " قال : حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رِشْدِين بن سعد.
وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث : الفُرُش في الدرجات، وما بين الدرجات كما بين السماء والأرض.
وقيل : إن الفُرُش هنا كناية عن النّساء اللواتي في الجنة ولم يتقدّم لهنّ ذكر، ولكن قوله عز وجل :﴿ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ﴾ دالٌّ ؛ لأنها محل النّساء ؛ فالمعنى ونساء مرتفعات الأقدار في حسنهنّ وكمالهنّ ؛ دليله قوله تعالى :﴿ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً ﴾ أي خلقناهنّ خلقاً وأبدعناهنّ إبداعاً.
والعرب تسمي المرأة فِراشاً ولبِاساً وإِزاراً ؛ وقد قال تعالى :﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ ﴾ [ البقرة : ١٨٧ ].
ثم قيل : على هذا هنّ الحور العين ؛ أي خلقناهنّ من غير ولادة.
وقيل : المراد نساء بني آدم ؛ أي خلقناهنّ خلقاً جديداً وهو الإعادة ؛ أي أعدناهنّ إلى حال الشباب وكمال الجمال.
والمعنى أنشأنا العجوز والصَّبِية إنشاءً واحداً، وأضمرن ولم يتقدّم ذكرهنّ ؛ لأنهنّ قد دخلن في أصحاب اليمين ؛ ولأن الفُرُش كناية عن النساء كما تقدّم.
وروي " عن النبيّ ﷺ في قوله تعالى :﴿ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً ﴾ قال :"منهنّ البِكْر والثَّيِّب".