وقتادة، وذكر أن حقيقة التكذيب بهذا المعنى راجعة إلى تكذيب النفس إلى كذبها وإغرائها وتشجيعها وأنشد على ذلك لزهير
: ليث بعثر يصطاد الرجال إذا...
ما الليث ( كذب عن أقرانه ) صدقاً
ويجوز جعل الكاذبة بمعنى الكذب على معنى ليس للوقعة كذب بل هي وقعة صادقة لا تطاق على نحو حملة صادقة، وحملة لها صادق أو على معنى ليس هي في وقت وقوعها كذب لأنه حق لا شبهة فيه، ولعل ما ذكر أظهر مما تقدم وإن روى نحوه عمن سمعت.
نعم قيل : عليهما إن مجيء المصدر على زنة الفاعل نادر، وقوله عز وجل :
﴿ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ ﴾ خبر مبتدأ محذوف أي هي خافضة لأقوام رافعة لآخرين كما قال ابن عباس، وأخرجه عنه جماعة، والجملة تقرير لعظمتها وتهويل لأمرها فإن الوقائع العظام شأنها الخفض والرفع كما يشاهد في تبدل الدول وظهور الفتن من ذل الأعزة وعز الأذلة، وتقديم الخفض على الرفع لتشديد التهويل، أو بيان لما يكون يومئذ من حط الأشقياء إلى الدركات ورفع السعداء إلى درجات الجنات، وعلى هذا قول عمر رضي الله تعالى عنه : خفضت أعداء الله تعالى إلى النار ورفعت أولياءه إلى الجنة، أو بيان لما يكون من ذلك ومن إزالة الأجرام عن مقارها ونثر الكواكب وتسيير الجبال في الجو كالسحاب، والضحاك بعد أن فسر الواقعة بالصيحة قال : خافضة تخفض قوتها لتسمع الأدنى ﴿ رَّافِعَةٌ ﴾ ترفعها لتسمع الأقصى، وروى ذلك أيضاً عن ابن عباس.
وعكرمة، وقدر أبو علي المبتدأ مقروناً بالفاء أي فهي ﴿ خَافِضَةٌ ﴾ وجعل الجملة جواب إذا فكأنه قيل :﴿ إِذَا وَقَعَتِ الواقعة ﴾ خفضت قوماً ورفعت آخرين، وقرأ زيد بن علي.
والحسن.
وعيسى.
وأبو حيوة.
وابن أبي عبلة.
وابن مقسم.
والزعفراني.
واليزيدي في اختياره ﴿ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ ﴾ بنصبهما، ووجه أن يجعلا حالين عن الواقعة على أن ﴿ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ﴾ [ الواقعة : ٢ ] اعتراض أو حالين عن وقعتها، وقوله سبحانه :


الصفحة التالية
Icon