ولما كان الاستثناء، معيار العموم، ساق بصورة الاستثناء قوله :﴿إلا قيلاً﴾ أي هو في غاية اللطافة والرقة بما دل عليه المبني على ما قبلها محاسن مع ما تدل عليه مادة قوله.
ولما تشوف السامع إليه بالعبير بما ذكر، بينه بقوله :﴿سلاماً﴾ ودل على دوامه بتكريره فقال :﴿سلاماً﴾ أي لا يخطر في النفس ولا يظهر في الحس منهم قول إلا دالاًّ على السلامة لأنه لا عطب فيها أصلاً، وساقه مساق الاستثناء المتصل دلالة على أنه إن كان فيها لغو فهو ذلك حسب، وهو ما يؤمنهم وينعمهم ويبشرهم مع أنه دال على حسن العشرة وجميل الصحبة وتهذيب الأخلاق وصفاء المودة. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٧ صـ ٤٠٦ ـ ٤٠٨﴾


الصفحة التالية