﴿ يطوف عليهم ﴾ أي للخدمة ﴿ ولدان ﴾ أي غلمان ﴿ مخلدون ﴾ لا يموتون ولا يهرمون ولا يتغيرون ولا ينتقلون من حالة إلى حالة وقيل مخلدون مفرطون والخلد القرط وهو الحلقة تعلق في الأذن واختلفوا في هؤلاء الولدان فقيل هم أولاد المؤمنين الذين ماتوا أطفالاً وفيه ضعف لأن الله أخبر أنه يلحقهم بآبائهم ولأن من المؤمنين من لا ولد له فلو خدمه ولد غيره كان منقصة بأبي الخادم وقيل هم صغار الكفار الذين ماتوا قبل التكليف وهذا القول أقرب من الأول لأنه قد اختلف في أولاد المشركين على ثلاثة مذاهب فقال الأكثرون هم في النار تبعاً لآبائهم وتوقف فيهم طائفة والمذهب الثالث وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنهم من أهل الجنة ولكل مذهب دليل ليس هذا موضعه، وقيل هم أطفال ماتوا لم يكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا عليها ومن قال بهذه الأقوال يعلل بأن الجنة ليس فيها ولادة والقول الصحيح الذي لا معدل عنه إن شاء الله إنهم ولدان خلقوا في الجنة لخدمة أهل الجنة كالحور وإن لم يولدوا ولم يحصلوا عن ولادة أطلق عليهم اسم الولدان لأن العرب تسمي الغلام وليداً ما لم يحتلم والأمة وليدة وإن أسنت، ﴿ بأكواب ﴾ جمع كوب وهي الأقداح المستديرة الأفواه لا آذان لها ولا عرا ﴿ وأباريق ﴾ جمع إبريق وهي ذوات الخراطيم والعرا سميت أباريق لبريق لونها من الصفاء وقيل لأنها يرى باطنها كما يرى ظاهرها، ﴿ وكأس من معين ﴾ أي من خمرة جارية ﴿ لا يصدعون عنها ﴾ أي لا تصدع رؤوسهم من شربها وعنها كناية عن الكأس وقيل لا يتفرقون عنها ﴿ ولا ينزفون ﴾ أي لا يغلب على عقولهم ولا يسكرون منها وقرىء بكسر الزاي ومعناه لا ينفد شرابهم، ﴿ وفاكهة مما يتخيرون ﴾ أي يأخذون خيارها ﴿ ولحم طير مما يشتهون ﴾ قال ابن عباس يخطر على قلبه لحم الطير فيطير ممثلاً بين يديه على ما اشتهى وقيل إنه يقع على صحفة الرجل فيأكل منه ما يشتهي ثم يطير.


الصفحة التالية
Icon