وقيل : يؤخذ بأهل الجنة ذات اليمين وبأهل النار ذات الشمال ﴿ مَا أصحاب المشئمة ﴾ أي أيُّ شيء هم؟ وهو تعجيب من حالهم بالشقاء ﴿ والسابقون ﴾ مبتدأ ﴿ السابقون ﴾ خبره تقديره السابقون إلى الخيرات السابقون إلى الجنات.
وقيل : الثاني تأكيد للأول والخبر ﴿ أُوْلَئِكَ المقربون ﴾ والأول أوجه ﴿ فِي جنات النعيم ﴾ أي هم في جنات النعيم ﴿ ثُلَّةٌ مّنَ الأولين * وَقَلِيلٌ مّنَ الآخرين ﴾ أي هم ثلة، والثلة الأمة من الناس الكثيرة، والمعنى أن المسابقين كثير من الأولين وهم الأمم من لدن آدم إلى نبينا محمد عليهما السلام، وقليل من الآخرين وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل : من الأولين من متقدمي هذه الأمة، ومن الآخرين من متأخريها.
وعن النبي ﷺ :" الثلتان جميعاً من أمتي ".
﴿ على سُرُرٍ ﴾ جمع سرير ككثيب وكثب ﴿ مَّوْضُونَةٍ ﴾ مرمولة ومنسوجة بالذهب مشبكة بالدر والياقوت ﴿ مُتَّكِئِينَ ﴾ حال من الضمير في ﴿ على ﴾ وهو العامل فيها أي استقروا عليها متكئين ﴿ عَلَيْهَا متقابلين ﴾ ينظر بعضهم في وجوه بعض ولا ينظر بعضهم في أقفاء بعض، وصفوا بحسن العشرة وتهذيب الأخلاق وصفاء المودة و ﴿ متقابلين ﴾ حال أيضاً ﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ ﴾ يخدمهم ﴿ ولدان ﴾ غلمان جمع وليد ﴿ مُّخَلَّدُونَ ﴾ مبقّون أبداً على شكل الولدان لا يتحولون عنه.
وقيل : مقرّطون والخلدة القرط.
قيل : هم أولاد أهل الدنيا لم تكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا عليها، وفي الحديث :" أولاد الكفار خدام أهل الجنة " ﴿ بِأَكْوَابٍ ﴾ جمع كوب وهي آنية لا عروة لها ولا خرطوم ﴿ وَأَبَارِيقَ ﴾ جمع إبريق وهو ماله خرطوم وعروة ﴿ وَكَأْسٍ ﴾ وقدح فيه شراب وإن لم يكن فيه شراب فليس بكأس ﴿ مّن مَّعِينٍ ﴾ من خمر تجري من العيون ﴿ لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا ﴾ أي بسببها وحقيقته لا يصدر صداعهم عنها أو لا يفرقون عنها ﴿ وَلاَ يُنزِفُونَ ﴾ ولا يسكرون.