وقوله تعالى :﴿ فسبح باسم ربك العظيم ﴾ عبارة تقتضي الأمر بالإعراض عن أقوال الكفار وسائر أمور الدنيا المختصة بها وبالإقبال على أمور الآخرة وعبادة الله تعالى والدعاء إليه. وروى عقبة بن عامر أنه لما نزل ﴿ فسبح باسم ربك العظيم ﴾ قال النبي ﷺ :" اجعلوها في ركوعكم، " فلما نزلت ﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ [ الأعلى : ١ ] قال : اجعلوها في سجودكم. ويحتمل أن يكون المعنى : سبح لله بذكر أسمائه العلى، والاسم هنا بمعنى الجنس، أي بأسماء ربك. و: ﴿ العظيم ﴾ صفة للرب وقد يحتمل أن يكون الاسم هنا واحداً مقصوداً، ويكون ﴿ العظيم ﴾ صفة له، فكأنه أمره أن يسبحه باسمه الأعظم وإن كان لم ينص عليه، ويؤيد هذا ويشير إليه أيصال سورة الحديد أولها ففيه التسبيح وجملة من أسماء الله تعالى، وقد قال ابن عباس : اسم الله الأعظم موجود في ست آيات من أول سورة الحديد، فتأمل هذا فإنه من دقيق النظر، ولله تعالى في كتابه العزيز غوامض لا تكاد الأذهان تدركها.
كمل تفسير سورة الواقعة والحمد لله رب العالمين. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾