وقال قوم : المعنى : فيقال لهم : مسلم لك إنك من أصحاب اليمين.
وقيل : فسلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين، أي يسلمون عليك، كقوله :﴿ إلا قيلاً سلاماً سلاماً ﴾.
والمكذبون الضالون هم أصحاب المشأمة، أصحاب الشمال.
وقرأ الجمهور : وتصلية رفعاً، عطفاً على ﴿ فنزل ﴾ ؛ وأحمد بن موسى والمنقري واللؤلؤي عن أبي عمرو : بحر عطفاً على ﴿ من حميم ﴾.
ولما انقضى الإخبار بتقسيم أحوالهم وما آل إليه كل قسم منهم، أكد ذلك بقوله :﴿ إن هذا ﴾ : أي إن هذا الخبر المذكور في هذه السورة ﴿ هو حق اليقين ﴾، فقيل : هو من إضافة المترادفين على سبيل المبالغة، كما تقول : هذا يقين اليقين وصواب الصواب، بمعنى أنها نهاية في ذلك، فهما بمعنى واحد أضيف على سبيل المبالغة.
وقيل : هو من إضافة الموصوف إلى صفته جعل الحق مبايناً لليقين، أي الثابت المتيقن.
ولما تقدم ذكر الأقسام الثلاثة مسهباً الكلام فيهم، أمره تعالى بتنزيهه عن ما لا يليق به من الصفات.
ولما أعاد التقسيم موجزاً الكلام فيه، أمره أيضاً بتنزيهه وتسبيحه، والإقبال على عبادة ربه، والإعراض عن أقوال الكفرة المنكرين للبعث والحساب والجزاء.
ويظهر أن سبح يتعدى تارة بنفسه، كقوله :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ ويسبحوه ؛ وتارة بحرف الجر، كقوله :﴿ فسبح باسم ربك العظيم ﴾، والعظيم يجوز أن يكون صفة لاسم، ويجوز أن يكون صفة لربك. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٨ صـ ﴾