وقوله تعالى :﴿ فسلام لَّكَ مِنْ أصحاب اليمين ﴾ إخبارٌ من جهته تعالى بتسليمِ بعضهم على بعضٍ كما يُفصح عنه اللامُ لا حكايةُ إنشاءِ سلامِ بعضِهم على بعض وإلا لقيل عليك والالتفاتُ إلى خطاب كل واحدٍ منهم للتشريفِ ﴿ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ المكذبين الضالين ﴾ وهم أصحابُ الشمال عبر عنهم بذلكَ حسبما وصفوا به عند بيانِ أحوالِهم بقوله تعالى :﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضالون المكذبون ﴾ ذماً لهم بذلك وإشعاراً بسببِ ما ابتْلوا به من العذابِ ﴿ فَنُزُلٌ ﴾ أي فله نزلٌ كائنٌ ﴿ مِنْ حَمِيمٍ ﴾ يُشرب بعد أكل الزقومِ كما فُصل فيما قبلُ. ﴿ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾ أي إدخالٌ في النارِ وقيل : إقامةٌ فيها ومقاساةٌ لألوان عذابها وقيل : ذلك ما يجده في القبر من سَمومِ النارِ ودخانِها ﴿ إِنَّ هَذَا ﴾ أي الذي ذُكرَ في السورةِ الكريمةِ ﴿ لَهُوَ حَقُّ اليقين ﴾ أي حقُّ الخبزِ اليقينِ وقيل : الحقُّ الثابتُ من اليقين والفاء في قوله تعالى :﴿ فَسَبّحْ باسم رَبّكَ العظيم ﴾ لترتيبِ التسبيحِ أو الأمر به على ما قبلها فإن حقيةَ ما فُصل في تضاعيفِ السورةِ الكريمةِ ممَّا يوجبُ تنزيهَه تعالى عمَّا لا يليقُ بشأنه الجليلِ من الأمورِ التي من جُملتِها الإشراكُ به والتكذيبُ بآياتِه الناطقةِ بالحقِّ. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon